مخاوف "أسترازينيكا" تصل الأردن.. والبلبيسي: المطعوم آمن

طبيب خلال تقديمه مطعوم كورونا لأحد المواطنين-(تصوير: ساهر قدارة)
طبيب خلال تقديمه مطعوم كورونا لأحد المواطنين-(تصوير: ساهر قدارة)

فيما أثار مطعوم أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا جدلا بسبب ما رشح من أنباء عالمية حول تسببه بعدد من الجلطات الدموية، قللت من هذه المخاوف تصريحات رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي، الذي قال إنه لا مبرر للقلق لا سيما بعد مرور 3 أعوام على تلقي المطعوم.

اضافة اعلان


ويعود الجدل حول المطعوم بعد أن تم رفع 51 قضية أمام المحكمة العليا في بريطانيا، حيث يسعى الضحايا وأقاربهم للحصول على تعويضات تقدر قيمتها بما يصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني.


ويقول المحامون إن لقاح أسترازينيكا-أكسفورد "معيب" وفعاليته "مبالغ فيها إلى حد كبير"، وهو ما تنفيه أسترازينيكا بشدة.


وقال البلبيسي لـ"الغد" إن الشركة المصنعة للمطعوم أقرت بأن لمطعومها آثارا جانبية ضئيلة، لكن لا دلائل قاطعة بأنه سبب الجلطات التي أصابت بعض من تلقوا اللقاح.


وأكد ضرورة أن يدرك الناس أن الآثار الجانبية للمطعوم تبدأ من تلقيه، ولمدة 42 يوما فقط، لكن بعد ثلاث سنوات لا يمكن الجزم بأن المطعوم هو ما تسبب بتلك الآثار، لافتا إلى أن لجميع الأدوية آثارا جانبية.


وتابع: "لا بد من المفاضلة بين المطعوم الذي له احتمالية الآثار الجانبية بنسبة 2 لكل مليون حالة، مقابل عدم تلقي المطعوم الذي يتسبب بوفاة نحو 30 ألف شخص من هذين المليونين الذين يرفضون تلقيه، مشددا على ضرورة المفاضلة بين المخاطر والفوائد.


وبين أن الشائعات حول الجلطات المزعومة بسبب مطعوم "أسترازينيكا" لا أساس لها من الصحة.


وأضاف أن الشركة لم تعترف في المحكمة بأن مطعومها يسبب جلطات، لكنها أبلغت الحكومة البريطانية مسبقا بإمكانية حدوث مضاعفات نادرة جدا قد تؤدي إلى جلطات، وقد وافقت الحكومة على استخدام المطعوم وتعويض المتضررين المحتملين في المستقبل.


وأشار البلبيسي إلى أن المضاعفات المحتملة من المطعوم لا تتجاوز شهرين، مؤكدا أن هذه هي المدة القصوى التي يمكن أن يتفاعل فيها المطعوم داخل جسم الإنسان، ثم يعود الوضع الطبيعي بعد انتهاء هذه المدة.


وأوضح أن المضاعفات جزء طبيعي من أي علاج طبي، وأن تحذير الشركات من الأعراض الجانبية على علب الأدوية يهدف إلى تنبيه المرضى والمستخدمين لتجنب ما قد يزيد من هذه الأعراض والمضاعفات.


ونفى إجراء أي اختبارات أردنية على المطاعيم لكونها تحتاج إلى مختبرات ضخمة ومتخصصة، وهو ما يعمل المركز الوطني لمكافحة الأوبئة على الإعداد له حال الانتهاء من تجهيز مختبراته.


وكانت اعترفت شركة "أسترازينيكا" (AstraZeneca) لأول مرة في وثائق المحكمة بأن لقاحها ضد فيروس كورونا يمكن أن يسبب آثارا جانبية نادرة.


ويعمل لقاح أسترازينيكا-أكسفورد (Oxford-AstraZeneca) -الذي تم تطويره بالتعاون بين شركة أسترازينيكا وجامعة أكسفورد- بتقنية الناقل الفيروسي، وفي هذا اللقاح الناقل الفيروسي هو فيروس الشمبانزي الغداني (Adenovirus) قد تم تعديله وراثيا للحد من تكاثره.


ويتم بعد ذلك إدخال جين بروتين "سبايك" لفيروس "سارس كوف-2" في جينوم هذا الناقل الفيروسي، وبمجرد حقنه يدخل الفيروس إلى خلايا العضلات، ثم ينتج بروتين "سبايك" الذي يسمح لجهاز المناعة بالتعرّف على فيروس "سارس كوف-2" ومكافحته.


وكان تم رصد حالة الجلطة الأولى العام الماضي لجيمي سكوت، وهو أب لطفلين، إثر إصابته بجلطة دموية ونزيف في الدماغ منعه من العمل بعد حصوله على اللقاح في أبريل/نيسان 2021، وقد اتصل المستشفى الذي يُعالَج فيه بزوجته ثلاث مرات ليخبرها أن زوجها سيموت.


ويقول محامون بريطانيون إن لقاح أسترازينيكا-أكسفورد "معيب" وفعاليته "مبالغ فيها إلى حد كبير"، وهو ما تنفيه شركة أسترازينيكا بشدة.


وتظهر الأرقام الرسمية الصادرة عن وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية "إن إتش آر إيه" (MHRA) أن ما لا يقل عن 81 حالة وفاة في المملكة المتحدة يشتبه في أنها مرتبطة بالتفاعل السلبي، الذي تسبب في تجلط الدم لدى الأشخاص الذين لديهم أيضا انخفاض في الصفائح الدموية.


بدورها، تطعن شركة أسترازينيكا في هذه الادعاءات، لكنها قبلت، في وثيقة قانونية قدمتها إلى المحكمة العليا في فبراير/شباط الماضي، أن لقاحها المضاد لفيروس كورونا "يمكن، في حالات نادرة جدا، أن يسبب متلازمة تجلط الدم ونقص الصفيحات الدموية (Thrombosis Thrombocytopenia Syndrome TTS)".


وفي متلازمة "تي تي إس" (TTS) يحدث تجلط في الدم مع نقص الصفيحات، ما يؤدي إلى إصابة الأشخاص بجلطات دموية، وانخفاض عدد الصفائح الدموية.


وكان حدد العلماء لأول مرة وجود صلة بين اللقاح ومرض يسمى نقص الصفيحات الخثارية المناعي الناجم عن اللقاحات "في آي تي تي" (VITT)، في وقت مبكر من مارس/آذار 2021، بعد وقت قصير من بدء طرح لقاح كورونا.


وتظهر الدراسات المستقلة أن لقاح أسترازينيكا كان فعالا بشكل كبير في معالجة الوباء، حيث أنقذ حياة أكثر من 6 ملايين شخص على مستوى العالم في السنة الأولى من طرحه.


وقالت منظمة الصحة العالمية إن اللقاح "آمن وفعال لجميع الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فما فوق"، وإن التأثير السلبي الذي دفع إلى اتخاذ الإجراء القانوني كان "نادرا جدا".

 

اقرأ المزيد : 

للمرة الأولى.."أسترازينيكا" تعترف بآثار جانبية للقاحها ضد "كورونا"