"يوميات مسافر": غادة المعايطة تسرد قصة شغفها بالترحال عبر العالم

غادة المعايطة - (من المصدر)
غادة المعايطة - (من المصدر)

تجسد الأردنية غادة المعايطة شغفا عميقا بالسفر والأدب، حيث نسجت خيوط حكاية ملهمة لعاشق الترحال والكتابة في روايتها "يوميات مسافر"، إذ ترجمت حبها للسفر إلى كلمات لافتة، لتمزج بين شغف الأدب وسحر الاكتشاف، ممّا أضفى جمالًا على روايتها.

اضافة اعلان


في "يوميات مسافر" تجارب مثيرة وعوالم تكتشفها قد تغيب عن أنظار الكثيرين، ساعية لتعريف القراء بثقافات وحضارات الشعوب المختلفة التي زارتها.


وفي بيت شعر للإمام الشافعي: "سافر ففي الأسفار خمس فوائد: تفرج هم، واكتساب معيشة، وعلم، وآداب، وصحبة ماجد"، لخصت المعايطة رسالة وأهدافا تحملها في كتابها لكل قارئ.


وفي حديث خاص مع "الغد"، بينت المعايطة أنها نشأت في أجواء أسرية تحب القراءة، ووالدتها أول من شجعها وحفزها على القراءة باستمرار، مبينة أنه فيما مضى لم يكن الإنترنت حاضرا، ومن أدوات الترفيه الحديثة التي تشغل الإنسان، فقد كانت الكتب والمجالات تملأ البيت ومن هنا كانت بداية عشقها للقراءة والكتابة.


مع مرور السنين، ازداد شغف غادة المعايطة بالقراءة، فمع انتشار المكتبات والمعارض، أتيحت لها فرص جديدة لاكتشاف عوالم أدبية متنوعة وتعميق شغفها وتنمية مهاراتها الأدبية وحبها للغة العربية. وتستذكر أن حصولها على المركز الأول على مستوى محافظة الكرك في إحدى المسابقات كان بمثابة دافع قويّ لمتابعة شغفها وتحقيق النجاح في مجال الأدب.


تشير المعايطة إلى تأثرها الشديد بالكاتبة البريطانية الشهيرة أجاثا كريستي، خاصّةً شغفها بالقراءة والكتابة، مستذكرة ما قالته والدتها حيث نصحتها بالبدء بالكتابة نظرًا لشغفها الكبير بالقراءة. هذا الموقف شكل نقطة تحول في حياتها، حيث دفعتها كلمات والدتها إلى النظر إلى نفسها وإمكانياتها.


بدأت رحلة المعايطة الأدبية في سن مبكرة، حيث برز شغفها باللغة الإنجليزية خلال سنوات دراستها، وكانت تقرأ بكثرة لكتاب أجانب، مما ساهم في تنمية مهاراتها اللغوية، وفي الصف الثالث الإعدادي، خاضت المعايطة تجربتها الأولى في الكتابة، حيث كتبت مقالًا باللغة الإنجليزية نال إعجابًا كبيرًا من معلمتها.


وتشير المعايطة إلى أن مكتبة مدرستها في الكرك كان لها دور كبير في تعلقها بالقراءة، إذ كانت مسؤولة المكتبة أنذاك جورجيت شوارب كلما وصل كتاب جديد أرسلته لها، وكانت تشجعها لتستمر في شغفها بالكتابة، شاكرة إياها على إيمانها بها ولذلك تخصصت في الأدب.


المعايطة لديها 5 كتب مطبوعة معظمها قضايا اجتماعية آخرها كتاب "حارس خشب السكة" ، و"دفء جنوبي" وكتاب "العلاج بالطاقة والمايكروبيتك من وجهة نظر إسلامية" وقد كان أول كتاب لها قبل 30 عاما، بالإضافة لكتاب "المغامرون الثلاثة" وهو قصة تعليمية للأطفال. أما "خير جليس" فيحمل في طياته قراءات إسلامية وفقرات من كتب قرأتها، والأهم هو الكتاب الذي تنتظره بشغف ألا وهو "يوميات مسافر" ليكن بذلك الكتاب السادس في جعبتها، والآن تضع عليه لمساتها الأخيرة. 

 

وتذكر المعايطة أن معظم كتبها هي من تقوم بطباعتها على نفقتها الشخصية وتقدمها لجهات معينة لريعها وفي النهاية هو عمل خيري، مؤكدة بذلك أنه ليس هنالك داعمون أو راعون لها.

 

ومن جهة أخرى فإن عشقها للسفر رافقها لوقت طويل ودراستها خارج الأردن للأدب الإنجليزي في جامعة الكويت كان بداية الشرارة والحافز لتجمع ما بين عشقين بطريقة تتقنها.


ومع تنقل المعايطة وسفرها بين الدول رافقها حب الكتابة وخرجت بـ "يوميات مسافر" لتشارك المعلومات التي اكتسبتها من زياراتها المتعددة، مبينة أنها كانت توثقها أولا بأول وتنشرها عبر صفحتها الخاصة على الفيسبوك، لتتخذ حاليا قرارا بجمع كل تجاربها في كتاب واحد.


حرصت على تدوين يومياتها خلال رحلاتها المتنوعة، مما يتيح لها توثيق تجاربها واكتشافاتها بشكل دقيق، وفي بعض الأحيان كانت تسارع إلى كتابة المعلومات أثناء تجولها، لنقل المعلومات الدقيقة للقارئ. هدفها لا يقتصر على السرد، بل تسعى جاهدة إلى مشاركة أفكارها وتجاربها والاستفادة من تجارب الآخرين.


استطاعت جمع معلومات شيقة بالتفاصيل في  جميع الدول التي زارتها، مشيرة إلى أنها تحاول أن تربط هذه المعلومات بشكل لافت لتحكي قصة تلامس القلوب.

 

سافرت لأكثر من 30 دولة، بين الدول العربية والأوروبية وتجولت بين مدنها وضواحيها وكانت تستمر مدة الزيارة لـ 3 أسابيع.


تحاول المعايطة أن يكون كتاب "يوميات مسافر" ممتلئا بروح الطبيعة، مع سرد مواقف مرت بها لتكون قريبة من القارئ عبر المعلومات التاريخة والجغرافية والاجتماعية التي تقدمها عن كل بلد زارتها. وهي تهتم بأن تقراء عن الدولة التي تسافر لها وعن عاداتها وتقاليدها وتاريخها.


وتنوه المعايطة إلى أن ما يجعل سفرها مشوقا ومختلفا أنها لا تلتزم بمكتب سياحة، فهي تسعى بالذهاب للأماكن التي لا تعرفها الناس في السفر، وتهتم بزيارة المتاحف والآثار والقرى شبه المهجورة، لذلك تحاول في كتابها أن توصل فكرة للقارئ ليحاول أن يكتشف العالم بسفره وتقول "جرب أن تجد طريقك لوحدك".


الجميع شجعها لتوثيق ما تراه في كتاب وكانت تصلها رسائل لتشترك في مسابقات "أدب الرحلات"، فقررت أن تنطلق بهذا الكتاب وتطمح في يوم من الأيام أن تتقدم للمسابقة؛ لأنها شعرت أن الذي تكتبه قريب من القارئ ويشجعه ليسافر ويتعرف على أماكن جديدة يكتشفها.


وتشير المعايطة إلى أن سفرها أثر عليها شخصيا وعلى طريقة تعاملها مع أطفالها منذ نعومة أظافرهم ومع الآخرين وتقبلها للآخر قبل كل شيء، مبينة أن أولادها تأثروا في طريقتها وفي أسلوب حياتها.


 ابنها البكر أصبح رحالة والآن هو في مسير ما بين إسبانيا وفرنسا، وابنتها تعمل صيدلانية ولديها عملها الخاص الذي تحبه، وابنتها الأخرى تركت طب الأسنان؛ لتتبع شغفها وتصبح "مصورة أطفال"، وتقول إن فكرة "تتبع شغفك" ترسخت في عقول أبنائها.


والمعايطة لديها 4 أحفاد، ودعم زوجها وعائلتها شجعها لتفعل ما تحب، فمن دون دعمهم لم تكن لتخرج بكتاب أو حتى أن تستمر في الكتابة بحد قولها، فهم أول القراء، ودائما يخبرونها عن جمال كتابتها، ويقدمون أراءهم ويشجعونها، وتقول "بدون دعمهم لم أكن لأصل لهذه النقطة".


ووفق المعايطة، ما يهم عندما يكتب الإنسان أن يكتب لنفسه، لذلك اختارت أن تكتب الذي تراه بمشاعرها، ولا تحب أن تكون نسخة عن غيرها، وتطمح أن تصل لمرحلة الكاتبة التركية "ألف شفق" التي كتبت "قواعد العشق الأربعون" وغيرها من الكاتبات المعروفات.


والذي يميز المعايطة برأيها هو أن لها أسلوبها الخاص في الكتابة، وأنها كما تشعر تكتب ولا تعتبر نفسها كاتبة، وهذا الأمر يمنحها الأريحية، مبينة أن الطبيعة التي تكتب بها منحتها ميزة عن غيرها، ففي بعض الأحيان لا تراجع ما كتبته، فقط تنشره على صفحتها على الفيسبوك ليكون تلقائيا وطبيعيا من دون إضافة أو تغيير.